Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

ماذا لو؟ ماذا بعد؟ 

فلسطين اليوم

ماذا لو لم تقم حماس بما قامت به في السابع من أكتوبر؟ هل أن ما حصل حقاً أصاب العدو في مقتل ودق إسفيناً آخر في نعش كيان الاحتلال على طريق زواله واندثاره؟ بل أبعد من ذلك هل فعلاً أن ما حصل يدخل في سياق "الضربة الاستباقية" بوجود مخططات للاحتلال ومن خلفه الولايات المتحدة وقوى الغرب الاستعماري لتصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل؟ هل أن ما حصل كان نقطة تحول كبيرة أسهمت في وقف تمدد المشروع الغربي الاستعماري في الشرق الأوسط ووقف قطار التطبيع العربي الإسرائيلي وإحباط مشروع "الناتو العربي الإسرائيلي الغربي" بوجه كل قوى التحرر ورفض الهيمنة في المنطقة؟ وهل كانت حماس فعلاً تدرك حجم فاتورة وتكلفة تلك الحرب التي أعقبت أحداث السابع من أكتوبر؟ وهل حقاً أنها لو أدركت ذلك لكانت غيرت حساباتها بالمطلق؟ وهل أصلاً أن قوى وأحزاب وفصائل التحرر الوطني والانعتاق من الاحتلال تقيس معاركها في ميزان الربح والخسارة المطلقة أو ما يجوز ولا يجوز فعله؟ وهل هنالك ثمة معارك وحروب بدون خسائر وإن اختلف حجمها وتمايزت تداعياتها؟

ولكن بالمقابل هل قدر غزة وأهلها بأن يدفعوا فاتورة كل ذلك منفردين ويخوضوا غمار هذا القتل والدمار والخراب لوحدهم دون نصير أو معين؟ وأين هي الحاضنة العربية والإسلامية وأين هو دور قوى التحرر من كل ذلك وإن كنا قد شهدنا ولا نزال تحشد بعض أحزاب وقوى المقاومة العربية والإسلامية في بعض تلك الدول ولاسيما المقاومة الإسلامية في لبنان والتي دفعت أثماناً باهظة دفاعاً عن غزة وفلسطين وتأكيداً على التمسك بخيار المقاومة بوجه قوى الاستعمار والاحتلال؟

خلال ساعات معدودة وفي أقل من 12 ساعة تحشدت كل أو غالبية الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة بل وبقيادتها وإشرافها عند استشعار حجم الخطر الكبير الذي ضرب القاعدة المتقدمة للاستعمار الغربي في الشرق الاوسط "إسرائيل" بعد أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023.
تلك الهزة الاستراتيجية التي أصابت كيان الاحتلال في مقتل وأفقدته توازنه خلال ساعات، والتي بلا شك سيستمر تأثيرها وتداعياتها لعقود قادمة، فرضت على الحاميات الغربية ذلك التحرك العسكري السريع عبر قطعات بحرية وجوية وكتائب عسكرية وجنرالات وخبراء فيما فتحت مخازن السلاح الأميركي والغربي على مصراعيها ليغترف منها العدو  ما يشاء وكل ذلك لأنهم أدركوا يقيناً بأن المعركة اليوم ليست كما كل المعارك السابقة بل هي "معركة وجود" كما وصفها قادة كيان الاحتلال، وهي معركة مصير للقوى الغربية تتعلق بمستقبل هذا الكيان والذي من أهم سمات بقائه واستمراره أنه يمثل القاعدة المتقدمة لحماية تلك المصالح الغربية الاستعمارية لاسيما في الشرق الأوسط.
ومن البديهي القول بأن العقلية الاستعمارية الغربية حاضرة وأنها لم تفارق يوماً ذهنية أنظمة الاستعمار وفرض التبعية على الجميع حتى في سياق منظومة العلاقات الدولية بكل أشكالها وباتجاهاتها كافة، وكل من يتجرأ على الخروج عن سياق "التطويع" يتم حصاره وتطويقه وإشغاله إما داخلياً عبر الحروب والفتن والنزاعات الطائفية والمذهبية والعرقية والطبقية أو فرض الحصار الاقتصادي عليه وإغراقه بالديون أو إشعال النزاعات الحدودية بين هذه الدولة وتلك، وفي أحيان أخرى عبر التدخل العسكري المباشر كما حدث في دول عدة أو عبر وكلاء الاستعمار الغربي، وكل ذلك تحت مسميات عدة ووعود بالتنمية والرخاء والحفاظ على وجود وعروش أقطاب النظام العربي الرسمي في تلك الدول التي قبلت وتقبل على نفسها بأن تكون وكيلاً للاستعمار وتنوب عنه في سياق الحفاظ على مصالحها وبالتالي استمرار هيمنة الغرب الاستعماري وبسط سيطرته وكذلك سطوته وسرقته لمقدرات هذه الأمة لاسيما من النفط والغاز والمواد الأولية اللازمة لماكينة الاستعمار الغربي وبقائه واستمرار هيمنته وسيطرته.
  من حق غزة رغم كل الجراح والألم والنزيف المتواصل، أن تفخر بنضالها ورجالها الثابتين في الميدان والذين يواصلون تقديم التضحيات مع تكبيد العدو خسائر بشرية ومادية كبيرة في الأرواح والعتاد العسكري ويمرغون أنف هذا العدو الغاصب في أوحال غزة شمالاً ووسطاً وجنوباً، في كل مدينة وبلدة ومخيم وكل بقعة وعلى كل حبة تراب من أرض قطاع غزة وفلسطين عموماً، كما من حق لبنان رغم حجم المصاب الجلل واستمرار الحصار والدمار والقتل أن يفخر برجال المقاومة الإسلامية والتضحيات والبطولات ومعارك العز والكرامة التي يخوضونها ويسطرون أروع الملاحم في الدفاع عن فلسطين ولبنان.
وها هو العدو المهزوم على أرض القطاع وفي جبهة الشمال يتحدث عن حجم تلك الخسائر ويكشف بعض خفاياها وإن كنا على يقين بأن ما يتم إخفاؤه أكبر بكثير مما تم الكشف أو الإعلان عنه،
وفي هذا السياق يعترف العدو بمقتل ما لا يقل عن 800 ضابط وجندي وإصابة قرابة 10 آلاف آخرين، بل وفقدان ألوية عسكرية بأكملها على أثر المعارك وحرب الإبادة التي يشنها العدو على قطاع غزة ولبنان، فيما كشفت أرقام لما تسمى "إدارة إعادة التأهيل" التابعة لجيش الاحتلال عن تلقي 12 ألف جندي العلاج في وحداتها منذ بداية العدوان على قطاع غزة، ثم على لبنان، ثلثهم من قوات الاحتياط، وهو ما يفوق كثيرا، الأرقام الرسمية التي ينشرها الجيش الإسرائيلي.
وتوقعت إدارة إعادة التأهيل أن يرتفع معاقو جيش الاحتلال بحلول العام 2030 إلى 100 ألف.
وفي سياق هذه المعطيات يكشف قادة ألوية العدو العسكرية صراحة عجز آلة الحرب عن تحقيق أي إنجاز حقيقي في غزة ولبنان وعقم أهداف رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بتحقيق ما وعد به لاسيما ما يتعلق بالقضاء على كتائب وفصائل المق/اومة في غزة ولبنان، واستعادة الأسرى، ومن بين هؤلاء الذين عبروا قبل أشهر وبخيبة عما يحصل قائد اللواء 12 في جيش الاحتلال المقدم هيفري الباز الذي قال صراحة بأن "مهمة القضاء على حماس (وفصائل المق/اومة) ليست سهلة"، وأن المق/اومة "تدير حرب عصابات مكونة من مجموعات مستقلة ما يجعل مهمة التعامل معها أصعب".. ويضيف قائد اللواء 12 الإسرائيلي: "من يعتقد أن صفارات الإنذار ستتوقف خلال العام المقبل فهو يذر الرماد في العيون". ويؤكد بأن رجال المق/اومة قاموا بدراسة كل تحركات جيش الاحتلال وبنوا معاركهم على أساس ذلك.
الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك كشف بدوره أن "إسرائيل بعيدة عن تحقيق النصر" وأن رجال المقاومة ما زالوا في الميدان وأعدوا المؤن وكل وسائل القتال لما لا يقل عن عامين.
وأكد أن جيش الاحتلال يكذب بخصوص تدمير الأنفاق القتالية لأن غالبيتها لايزال يعمل، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال يجد صعوبة في فرض السيطرة لفترة طويلة لأن قوامه تقلص كثيرًا. وحذر بريك "من انهيار إسرائيل".
وفي وقت سابق، قال بريك -في مقال لصحيفة هآرتس- إن إصرار البعض في حكومة بنيامين نتنياهو على الاستمرار في هذه الحرب الخاسرة، وظنهم أن وقف إطلاق النار يعني الهزيمة والاستسلام، خطر على كيان الاحتلال وليس على فصائل المقاومة.
ويضيف بريك بأن: "استمرار القتال فقدَ هدفه، وحرب الإستنزاف تدمّر كل جزء "جيّد" في "إسرائيل": الاقتصاد، العلاقات الدولية، المناعة الاجتماعية وحافزية المقاتلين. كثير من جنود الاحتياط يرفضون التجنيد مرة تلو الأخرى.. الجيش "الإسرائيلي"، والذي لم ينجح في القضاء على حماس، بالتأكيد لن ينجح في القضاء على حزب الله".
ووفقًا لــ"بريك"، المشكلة الرئيسة في هجوم بري على حزب الله هي أنّها قد تؤدي إلى حرب متعددة الساحات، تُطلق فيها آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية والطائرات المسيّرة على الجبهة الداخلية، وستندلع الحرب في خمس ساحات برية على الأقل: لبنان، هضبة الجولان، الضفة، والداخل الفلسطيني المحتل، بالإضافة إلى استمرار القتال في قطاع غزة. ستتركّز القوات البرية كلها تقريبًا في الشمال من أجل الحرب مع حزب الله، ولن تبقى هناك قوات للدفاع في بقية القطاعات.
كما رأى بريك أنّ: "المأساة الكبرى، والتي ربما لم يفهمها الكثيرون بعد، هي تدهور وضع الجيش "الإسرائيلي" في السنوات العشرين الأخيرة، والذي لا يسمح له بالانتصار في أي حرب".
خبراء عسكريون قالوا بدورهم إن ما تم الكشف عنه مؤخراً بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023، يعبّر عن الفشل الاستخباراتي بل والاستراتيجي  لجيش الاحتلال، بالإضافة إلى حالات الإحباط وتآكل الردع لديه.
معطيات إسرائيلية داخلية تم الكشف عنها مؤخراً أوضحت أن نتنياهو يخطط للحديث عن نصر موهوم ومزعوم في غزة ولبنان وأن ذلك إنما هو مقدمة فقط لتهيئة الأرضية للهروب أمام ضربات المقاومة، والخسائر الكبيرة في العتاد العسكري والعديد الذي تكبده الاحتلال ولايزال، مع العمل على إعادة الانتشار للألوية العسكرية للاحتلال في مناطق المعارك المستمرة.
وعلى مستوى الخسائر الإسرائيلية الاقتصادية إضافة للخسائر البشرية الكبيرة في صفوف العدو والعتاد العسكري من المهم الإشارة هنا إلى حجم تلك الخسائر الباهظة والكبيرة على مستوى اقتصاد الكيان، هناك حديث إسرائيلي داخلي وجدي يكشف بأن "إسرائيل" يمكن أن تشهد "انكماشًا اقتصادياً" على مر العقود أو أقله السنوات القادمة، وتفيد الأوساط الإسرائيلية بأن تكلفة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وحده دون لبنان، وفق تقديرات إسرائيلية، قد بلغت نحو 130 مليار شيكل، وهذا جانب مهم من تأثيرات وتداعيات هذه الحرب النازية على قطاع غزة، ناهيك عن لبنان، من هنا ومن خلال كل هذه المعطيات نفهم لماذا أراد العدو الانتقام من سكان غزة ولبنان تلك البقاع الصامدة، عبر تدمير أبنيتها وكل مناحي الحياة فيها وإيقاع عشرات الآلاف بين شهداء وجرحى، وأسرى امتلأت بهم سجون العدو الصهيوني ضمن ظروف قاسية ولا إنسانية.
وبسبب هذه الحرب النازية على قطاع غزة ولبنان كشفت صحيفة “كالكاليست” الاقتصادية الإسرائيلية مؤخراً، أن معطيات الاقتصاد الكلي لدى الاحتلال تدل على أن الكيان الإسرائيلي يتجه نحو كارثة اقتصادية في المستقبل. ولفتت الصحيفة إلى أن هذه ليست تقديرات، وإنما معطيات حقيقية قاسية.
وتشير التوقعات الإسرائيلية إلى ارتفاع كبير في الإنفاق على إعادة تأهيل الجنود والعناية بعائلات الجنود القتلى والجرحى، وأنها ستكون واحدة من أعلى بنود الإنفاق على الحرب، جراء ارتفاع عدد الجنود القتلى.
وإذا أخذنا في الحسبان ما يجري في الضفة الغربية، والأداء البطولي والأسطوري لاسيما لرجال المقاومة، مع جبهات القتال الأخرى وأهمها الجبهة الشمالية والعمليات النوعية لرجال المقاومة الإسلامية في لبنان-حزب الله، وما تكبده كل تلك الجبهات وساحات القتال للعدو رغم حجم التضحيات، ندرك بالتالي حجم المأزق الكبير الذي يعيشه كيان العدو.
إذاً من حق غزة أن تعتز برجالها وصمود أبنائها وصبرهم وتضحياتهم، من حقها أن تفخر بأنها أضحت اليوم رأس الحربة في مواجهة المشروع الاستعماري الكولونيالي الإحلالي الغربي وقاعدته المتقدمة "إسرائيل"، كما من حق باقي جبهات القتال لاسيما في الضفة ولبنان أن يفخروا بصمودهم وثباتهم وتضحياتهم وبطولاتهم.
ولكن في الوقت نفسه من حق أهل تلك الجبهات الصامدة أن يعبروا عن ألمهم وخيبة أملهم، الألم من حجم الدمار والخراب والقتل وإعدام كل مقومات الحياة، وخيبة الأمل من أمة المليار ونصف المليار، من كل تلك الطاقات والجيوش التي تزهو بمراكمة ترسانة سلاحها الحربي الذي أكله الصدأ، اللهم إلا ما تم شحذه لاستقواء تلك الدولة أو الدول العربية على دولة عربية أخرى من أبناء لغتها وملتها وجلدتها!! من حق غزة أن تعبر عن عمق جرحها النازف ولكن هل يقتل ذلك فيها وبالشعب الفلسطيني ككل إرادة الصمود والبقاء؟ هل يجبرها على التراجع والانكسار أمام آلة القتل الإسرائيلية وأمام كل تلك المؤامرات؟
رجال المقاومة هم من نخبة الشعوب المثقفة، نهمون بالقراءة ومتابعة الشؤون العربية والإسلامية والدولية وقراءة واقع وحقيقة الصراع العربي الإسرائيلي وبطبيعة الحال الفلسطيني الإسرائيلي قاموسهم مليء بالمفردات والمترادفات والأضداد، مليء بثقافة العز والتضحية والفداء والكرامة بعيد كل البعد عن الحسابات المادية والآنية لاسيما حينما يتعلق الأمر بمصير شعوب بأكملها بين خيار العزة والكرامة والحرية والتضحية والفداء والانتصار مقابل مخططات فرض الخضوع والخنوع والاستسلام، حال رجال المقاومة بكل مكوناتهم وانتماءاتهم وألوان طيفهم كحال الثورة الجزائرية والفيتنامية وثورات كل الشعوب في العالم ضد الظلم والقهر والاستبداد ومحاولات التطويع أو الإخضاع على مر التاريخ، تلك الشعوب التواقة إلى الحرية والانعتاق من نير الاحتلال. ولا رهان على هذا الرئيس أو ذاك أو هذه الإدارة الأمريكية - التي تحكمها "الدولة العميقة" - أو تلك فجميعهم يشكل الدرع الحامي والداعم لآلة القتل الصهيونية بأشكال مختلفة، أما "اليوم التالي" فيحدده رجال الله وصمود هذا الشعب الراسخ الثابت في أرضه رغم كل مؤامرات التهجير القسري التي فشلت وستفشل سواء في غزة أو الضفة حاضنة المقاومة منذ الأزل والتي يعبر العدو عن قلقله من ثبات رجالها ويصفها ب"الخاصرة الرخوة"، وهي التي تمثل في البعد الإستراتيجي الخطر الأكبر على كيان الاحتلال ووجوده الزائف والزائل.
إن الصراع القائم واشتعال الجبهات كافة وحالة الاستنهاض  العامة، يؤكد لنا أن أصحاب الحق والأرض من شعب فلسطين التاريخية، وأصحاب خيار الصمود في باقي جبهات القتال، باتوا أقرب من أي وقت مضى من الوعد الإلهي بالنصر والتمكين لعباده المؤمنين المخلصين الثابتين رغم قلة الإمكانات ورغم التكالب الحاصل، وأن كيان الاحتلال الذي يعيش صراعاً وجودياً وتشرذماً وتناحراً داخلياً لن ينجو عاجلاً أم آجلاً من "لعنة الثمانين"، كما جاء بالنبوءات الإسرائيلية في «التناخ»، العهد القديم، والتي تقول إن انهيارات «مملكة إسرائيل» كانت أسبابها داخلية، وهذه الأسباب الداخلية التي لها شواهد حاضرة اليوم، يضاف إليها واقع ما وصلت إليه المقاومة وما يجري الآن في غزة ولبنان وكل جبهات الإسناد الأخرى، واستدامة القتال ورفع حدته بدرجة غير مسبوقة.
 لا تراجع عن هذا الإيمان والحق الراسخ في عقيدتنا وعقولنا ووعينا بأن كيان الاحتلال يشهد مرحلة غير مسبوقة تقربه أكثر فأكثر من الزوال والاندثار، وأن مرحلة مراكمة القوة والإنجازات لقوى المقاومة والضربات النوعية ستستمر صعوداً مهما كانت التضحيات والحرب سجال.
ونختم بالقول بأن الثورة لم تكن في يوم من الأيام "خيار اليائسين"، رغم أن كلفتها وبطبيعة الحال عالية، ولم يكن من أهدافها "تحقيق الرفاهية" أو الانغماس في أوحال التسويات السياسية وإن كل محاولات اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، تحت وقع الحروب والمجازر المتواصلة حتى يومنا هذا، وآخرها الحرب النازية، حرب الإبادة المتواصلة التي تقودها "إسرائيل" وبدعم القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحده والتي تتواصل على مرأى ومسمع العالم كله، لن يكتب لها النجاح، وأن كل المؤامرات الغربية الاستعمارية الكولونيالية والتي تستهدف قضايا التحرر العربي والإسلامي والتقدم والازدهار والسعي نحو الخلاص من الاحتلال والاستعمار، وعلى رأس تلك القضايا القضية الأم فلسطين، ووجود شعب فلسطين وتاريخه وحضارته وإرثه النضالي، كل تلك المؤامرات مصيرها إلى زوال.